القرضاوي وزكريا وفودة- تزييف الحقائق وتشويه المناظرات في الساحة الفكرية.

المؤلف: علي العميم08.15.2025
القرضاوي وزكريا وفودة- تزييف الحقائق وتشويه المناظرات في الساحة الفكرية.

تكشف هذه المقالة عن مغالطات تاريخية وتحريفات واقعية ارتكبها عدنان إبراهيم، وتسلط الضوء على جوانب من الجدل الفكري بين الإسلاميين والعلمانيين في مصر خلال حقبة التسعينيات. يستهل الكاتب بتفنيد ادعاء عدنان إبراهيم الخاطئ بأن يوسف القرضاوي شارك محمد الغزالي في مناظرة "الدولة الدينية والدولة المدنية" عام 1992، مؤكدًا أن المناظرين من الجانب الإسلامي كانوا محمد عمارة ومأمون الهضيبي. ويستعرض الكاتب مناظرة أخرى جمعت القرضاوي والغزالي بفؤاد زكريا عام 1986، مشيرًا إلى أن القرضاوي أصدر كتابًا حولها بعنوان "الإسلام والعلمانية وجهًا لوجه". ثم ينتقد الكاتب القرضاوي لعدم أمانته في نقل وقائع المناظرة، وتصويرها على نحو يخدم انتصاره المزعوم، ويعزو ذلك إلى "ضعف الباطل" الذي دافع عنه فؤاد زكريا و"قوة الحق" الذي تبناه القرضاوي. ويورد الكاتب شهادة فؤاد زكريا نفسه، كما وردت في لقاء صحفي عام 2010، حيث أكد أن كتاب القرضاوي "به تشويه كبير لما حدث فيها"، وأن المناظرة جرت على عكس ما روج له القرضاوي. ويضيف الكاتب أنه شاهد المناظرة بنفسه عبر شريط فيديو، ويشهد بأن فؤاد زكريا تفوق على القرضاوي والغزالي، مما دفع القرضاوي إلى تأليف كتابه "لتزييف الحقيقة". وينتقد الكاتب أسلوب القرضاوي في كتابه، حيث تعمد عدم ذكر اسم كتاب فؤاد زكريا "الحقيقة والوهم في الحركة الإسلامية المعاصرة" إلا مرتين وبصورة مموهة، خوفًا من أن يدفع الفضول القارئ إلى قراءته والتأثر به. كما يشير إلى أن مناقشة القرضاوي لكتاب فؤاد زكريا كانت "دون المستوى" و"متكلفة". ويؤكد الكاتب على أن فؤاد زكريا كان "محاججًا موضوعيًا" يعرض أقوال الإسلاميين بأقوى صورة ممكنة قبل مناقشتها، وذلك لكي لا يكون "انتقائيًا متحاملاً". ويشكك الكاتب في ادعاء عدنان إبراهيم بأنه كان مستاءً من الطريقة التي عومل بها نصر حامد أبو زيد، مؤكدًا أن الإسلاميين كانوا ساخطين عليه. كما يرفض ادعاء عدنان إبراهيم بأنه لم يرضه اغتيال فرج فودة، مشيرًا إلى أن الإسلاميين كانوا فرحين باغتياله، وأن محمد الغزالي كان راضيًا عنه لسببين: الأول، أن فودة "هز تقديم الإسلاميين لتاريخ الدولة الإسلامية على نحو مثالي"، والثاني، أن فودة "أحرجه في مناقشاته لأقوالهم الأساسية والتفصيلية". ويستعرض الكاتب موقف الغزالي من الإسلاميين المتزمتين، مشيرًا إلى أنه كان ينتقدهم ويسخر منهم، وأنه كان يحذف ويزيد ويغير في مؤلفاته تبعًا لتغير مواقفه. وينتقد الكاتب تصنيف الغزالي والقرضاوي على أنهما يمثلان "الخط المستنير والمعتدل في الاتجاه الإسلامي"، مؤكدًا أنهما "متعصبان ومتطرفان" في موقفهما من التحديث الفكري والعلمانية. ويختتم الكاتب بالإشارة إلى أن القرضاوي وضع نفسه في مرتبة أعلى من فؤاد زكريا في العلم والثقافة، معتبرًا أن هذا "لبهتان عظيم". ويستعرض الكاتب مناظرات أخرى شارك فيها فؤاد زكريا مع كل من فرج فودة وسالم البهنساوي، مشيرًا إلى أن الأخير دون مناظرته مع فؤاد زكريا بأمانة في كتاب عنوانه "الإسلام لا العلمانية". ويذكر الكاتب أن جريدة "الوطن" الكويتية ذكرت أن أحد الحضور طالب بإهدار دم فؤاد زكريا في إحدى المناظرات، وهو ما نفاه سالم البهنساوي. ويشير الكاتب إلى أن فؤاد زكريا أظهر فتورًا في تأييده لأحمد البغدادي، بعد أن هاجمه الأخير في تعقيب على إحدى المناظرات. ويستعرض الكاتب معركة فهمي هويدي مع العلمانيين المشاركين في السجال مع الإسلاميين، وادعاءه بوجود تنظيمات علمانية متطرفة. ويشير إلى أن هويدي كان يعتذر لعنف الإسلاميين بأنهم صغار في السن، بينما يدين التنظيم العلماني الذي اختلقه بأن أصحابه شيوخ مجربون. ويؤكد الكاتب أنه استرسل في الحديث عن السجال العلماني الإسلامي ليبين أن عدنان إبراهيم "دلس في بعض وقائعه لـ «صحبة أيدولوجية» ولـ «رفاقية» حزبية"، وأن الإسلاميين "غير مؤتمنين على الحقيقة وعلى التاريخ". ويدعو الكاتب إلى التدقيق والتثبت فيما يقولون ويروون.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة